عندما تحالف (البلطجية والإعلاميين الفاسدين والضباط الفاسدين) لإفشال تجربة الديمقراطية في إيران
عام 1951 وصل دكتور ((محمد مصدق)) إلى سدة الحكم في إيران وكان أول قرار
وطني لرئيس الوزراء المنتخب ديمقراطياً هو تأميم شركة النفط
الأنجلو-إيرانية (AIOC) وتم التأميم بتأييد من البرلمان الإيراني المدعوم
شعبياً.
أثار هذا القرار الوطني غضب بريطانيا وحليفتها الولايات
المتحدة الأمريكية وعملا على تقويض حكومة د. ((محمد مصدق)) باستخدام عملاء
إيرانيين والشاه المُحدده صلاحياته طبقاً للدستور ((محمد رضا بهلوي))
المعروف بولاؤه للغرب، والذي كان يرغب بشدة في التخلص من حكومة د. ((محمد
مصدق)) الوطنية
قامت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)،
بتمويل إعلاميين وصحفيين فاسدين بهدف تشويه صورة د. ((محمد مصدق)) أمام
الرأي العام الإيراني والدولي وقاموا أيضاً بتمويل عتاة الاجرام (بلطجية)
لكي يبثوا الذعر والخوف في نفوس المواطنين وكذلك تم إعطاء تمويلات لـ
سياسيين وضباط شرطة وضباط في الجيش الإيراني ليشاركوا في حملة لإسقاط د.
((محمد مصدق)) وحكومته
عُرفت هذه المؤامرة باسم (عملية أجاكس - Operation AJAX)
في 16 أغسطس 1953 قرر الشاه إقالة د. ((محمد مصدق)) من منصبه، فخرجت الجماهير المؤيدة لـ((مصدق)) إلى الشوارع مدافعة عنه بقوة
هرب الشاه ((محمد رضا بهلوي)) إلى إيطاليا عبر العراق وقبل أن يغادر وقع
قرارين، الأول يعزل د. ((محمد مصدق)) والثانى يعين الجنرال ((فضل الله
زاهدي)) محله
بعد ذلك تم احضار أعتى مجرمي (بلطجية) إيران
والمدعومين من قِبل الـ (CIA) إلى العاصمة طهران بواسطة حافلات وشاحنات
وقاموا باحتلال شوارع المدينة وعملوا على بث الذعر والرعب في نفوس
المواطنين
ثم خرجت "تظاهرات معادية" لـ د. ((محمد مصدق)) تم
تنظيمها من خلال الـ (CIA)، بلغ قوامها (8 آلاف) "كومبارس" قاموا بتأدية
المهمة وانفضوا بعد ذلك بعد تغطية مميزة لها من قِبل وسائل الإعلام المحلية
التابعة للشاه والمدعومة من الـ CIA
تم اغتيال القيادات
التاريخية للجبهة الوطنية في وضح النهار وتم قصف منزل ((محمد مصدق)) وسط
مدينة طهران بأوامر من الجنرال ((فضل الله زاهدي))
تم اعتقال د.
((محمد مصدق)) وتمت محاكمته أمام محكمة عسكرية. وفي 21 ديسمبر 1953، حـُكِم
عليه بالسجن ثلاث سنوات، ثم وُضِع قيد الإقامة الجبرية حتى وفاته عام 1967
وعادت إيران إلى نظام الحكم "الشاهنشاهي" من جديد بمُساندة أمريكية - بريطانية حتى اندلعت "الثورة الخمينية" عام 1979
فشلت التجربة الديمقراطية وكان ذلك بسبب تحالف ثلاث أطراف (عملاء للـ CIA)
داخل البلاد ضدّ رئيس الوزراء المنتخب وهم : (البلطجية - الإعلاميين
الفاسدين - الضباط الفاسدين)