خان الخليلى أزقة وحوارى تحتاج من يفك ألغازها
لو عاد بنا
الزمان الى الوراء فسنجد المؤرخ العربي الشهير "المقريزي" يقول: ان الخان
مبنى مربع كبير يحيط بفناء ويشبه الوكالة تشمل الطبقة السفلى منه الحوانيت
وتضم الطبقات العليا المخازن والمساكن وسمي بهذا الاسم نسبة الى مؤسسه
وبانيه الشريف «الخليلي» وهو كبير التجار في عصر السلطان برقوق عام 1400م.
خان الخليلي من اشهر الاحياء الاثرية الاسلامية في مصر ويعتبر مقصدا مهما
للسياحة المصرية، حيث يشتمل على الحرف التقليدية والتراثية والبيئية
باعتبارها احد اهم الموروثات الثقافية والحرفية المصرية.
وقبل ان تبدأ الجولة في الحي العتيق، يجب ان تعلم انه ليس هناك ما هو أمتع
من التجوال سيرا على الأقدام داخل أزقة وحواري تحتاج الى من يفك ألغازها
.فالحوانيت متلاصقة الى جوار بعضها البعض في ألفة شديدة يباع فيها كل ما
يرغب السائح في شرائه من القاهرة بدءا من أشغال الارابيسك اليدوي وتطعيم
الخشب بالصدف والنقش على النحاس والفضة والتماثيل والتمائم الفرعونية
المقلدة بحرفية ودقة شديدة واوراق البردي والزجاج الملون والمشغولات
اليدوية من الحلي والعقود ، انتهاء بالعباءات وبدل الرقص الشرقي التي تجذب
السائحين من كل الجنسيات لاقتناء قطعة أو اكثر منها.
ورغم مرور 600 عام على إنشاء خان الخليلي في مصر إلا ان معماره لا يزال
ينطق بالتاريخ منذ عصر المماليك وتشعر وأنت تتجول فيه بالسحر والغموض
المغلف بالدهشة من فرط الاتقان.والذى يدفعك لاكتشاف الفلسفة المعمارية لما
تبقي من المشربيات و جمال واجهة الأسبلة المشغولة بالنحاس وفيها احواض
المياه التي كانت تروي العطشان وعابر السبيل في الزمن الذي كان.
في الماضي كان السياح الأجانب والعرب يشترون المشغولات الذهبية والفضية
والنحاسية التي اشتهرت بشكلها المميز في التراث المصري والأن زاد عليها
(الشيشة) والتي أصبحت من اشهر منتجات خان الخليلي وخلال مرورك في الازقة
الضيقة وسط الزحام الأسطوري من البشر ستجد المقاعد الخشبية التي رصها
أصحاب المقاهي تجتذبك كى تأخذ قسطا من الراحة تحتسي خلاله بعض المشروبات
الشرقية مع الشيشة.قاهرة